إذا أردنا إختصار كل ما ورد في الكتب عن ماهية وجوهر علم حكمة الكابالا في جملة واحدة, نستطيع القول بأن حكمة الكابالا هي الطريقة الوحيدة لإكتشاف العالم الروحي والحياة الروحية ومعرفة الخالق والذي هو السلطة والقوة العليا التي تدير حياتنا. تُعلمنا حكمة الكابالا عن سبب وجود الإنسان. لماذا ولِدَ, ولماذا يعيش, وما هو هدف حياته, من أين أتى, وإلى أين هو ذاهبٌ بعدما يُكمل حياته هنا في هذا العالم. علم الكابالا ليس هو مجرد دراسة نظرية لكنه دراسة عملية جدًا.
فمن خلال الكابالا يعرف الإنسان نفسه, مَنْ هو وما هي طبيعته. يتعلم كل ما يحتاجه لتغيير نفسه حسب كل درجة يُتقدمها وخطوة ٌ بخطوة. كما وأنه هو الذي يدير بَحثه هذا في خفايا نفسه وبنفسه. كل هذه الإختبارات العلمية تُتم في داخله. لهذا السبب سميت حكمة الكابالا "بالحكمة الخفية".
من خلال دراسته لعلم حكمة الكابالا يخضع الإنسان لتغيرات داخلية, هو فقط الوحيد الذي يشعر بها ويَعي بحدوثها في داخله. ومن خلال دراسته لحكمة الكابالا والتي هي منهج ونظام أصيل ومثبت وقديم, يستطيع الإنسان أن يستحوذ على درجة عالية من الوعي وتحقيق الوصول الى العالم الروحي. في واقع الأمر هذا هو بالتحديد هدف حياته في هذا العالم .
عندما يبدأ الإنسان في الشعور بالرغبة في معرفة الأمور الروحية, تزداد أحاسيسه للسموّ, عندها يبدأ بتنمية هذه الرغبة من خلال دراسة حكمة الكابالا التي أعطانا الخالق إياها. وحتى يومنا هذا, ما زال يُضرب المثل بحكمة سيدنا سليمان, فلنستمع إلى ما قاله أحكمُ رجل ٍ عاش على وجه البسيطة.
يا ابني ان قبلت كلامي وخبأت وصاياي عندك حتى تميل اذنك الى الحكمة وتعطّف قلبك على الفهم
ان دعوت المعرفة ورفعت صوتك الى الفهم ان طلبتها كالفضة وبحثت عنها كالكنوز
فحينئذ تفهم مخافة الرب وتجد معرفة الخالق. لان الرب يعطي حكمة. من فمه المعرفة والفهم .
يذخر معونة للمستقيمين .هو مجنّ للسالكين بالكمال . لنصر مسالك الحق وحفظ طريق اتقيائه .
حينئذ تفهم العدل والحق والاستقامة وكل سبيل صالح