كليبات مُصورة تشرح مواضيع مُختلفة في علم الكابالا |
إدراك الواقع : الإرادة الحرةهل لدى الإنسان إرادة حرة أم لا؟
فى الحقيقة نحن لا نعلم أي من تصرفاتنا وسلوكنا ناجمة عن إرادتنا الحرة أو الإعتقاد بأنّ لدينا حرية الاختيار. بما أننا لا نفقه أو ندرك قوانين الطبيعة ولا القوات التى تديرحياتنا من خلالها نحن نفترض انه لا يوجد أي نوع من النظام في حياتنا - إن عدم إدراكنا الحسيّ لهذه القوات ما يولد لدينا الشعور بأن لدينا إرادة حرة. ولكننا لا نملك حرية الاختيار إلا ّ في أمر واحد, ما عدا ذلك كل شيئ نفعله يُملى علينا وتحكمه عوامل خارجية وأخرى داخلية محددة بدقة من خلال أربعة عوامل. من أجل إكتشاف اين تكمن حريتنا في الإختيار علينا ان ننظر للحياة بمنظور آخر ونتمعّن بعمق في الدور الذي تلعبه هذه العوامل. سنُجسّد هذه العوامل من خلال الامثلة الآتية ليتسهل علينا فهمها "العامل الاساسى" . دعونا ننظر إلى حبة قمح. إذا وضعنا حبة القمح في التربة, سوف يتحلل غطاها الخاريجى, ولكن صفاتها الداخلية لن تموت بل سوف تنمو وتتطور لتصبح في هيئة جديدة – ولكن تبقى الصفات الداخلية هي المصدر الاساسي لكل ما يحدث لهذه النبتة في مراحل نموها المتكامل. كذلك الحال بالنسبة لنا نحن البشر فإن قطرة السائل المنوي تحمل في مكوناتها كل الصفات والخصائص الوراثية من اسلافنا عبر الأجيال . فعندما نولد في هذا العالم تولد معانا خصائصهم العقلية والفكرية والجسدية ولكننا نعتقد في داخلنا وعلى مستوى الا ّ وعي أن هذه الخصائص هي ميولنا ونزعاتنا الشخصية, ولكن هذه الخصائص ليست خصائصنا ولكنها خصائص وضعت بداخلنا بدون اختيارنا ولا يمكننا تغير أي منها على أي حال. ب - " العامل الداخلي والتأثير النابع منه " الصفات الموجودة بداخل حبة القمح هي التي تحول هذه الحبة الى شكلها الجديد لتصبح سنبلة ولكن الشكل نفسه لا يُغير الصفات الأساسية. هذه الهيئة الجديدة لحبة القمح لا يمكنها ان تتطور خارج حدود المصدر التى أتت منه, فلا يمكن ابداً لحبة القمح هذه أن تتحول الي شجرة تفاح او لنبة قرع. الخيار الوحيد لها ان تتحول الي سنبلة قمح والتغيرات التى يمكنها ان تحدث هنا هي تغيرات في الكمية والجودة فقط. علم الوراثة يعلمنا ان كل شيئ بداخلنا له عامله الوراثي الخاص به. حتى ان علماء الوراثة اليوم يمكنهم ان يُعرّفوا بصورة محددة أي عامل وراثي يمكنه ان يؤثر على سلوك الشخص في ان يكون سلوكه طيب وجيد أم إجرامى, إذا كان لديه ميول للإدمان او ما هي تفاعولاته الجنسية. هذا النظام الداخلي الذي هو " الأنا " فينا أي "ذاتنا" هوعبارة عن مجموعة من الخصائص الثابتة خاضعة تحت سيطرة برنامج يمكنه تبديلها بشكل إيجابي أو سلبي. مع الاسف ليس لدينا تأثير مباشر على هذا البرنامج. ت - " العامل الخارجي وتأثيراته " كيفية نضوج حبوب القمح الى سنابل يعتمد على تأثيرات العوامل الخارجية المتعددة والمعينة, مثل كمية أشعة الشمس التى تتعرض لها, وكمية المطر, ونوعية التربة التى زُرعت فيها. فالتربة الغير صالحة ليس بإمكانها توفير التغذية المناسبة لمحصول جيد. إذا ً كل هذه العوامل يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي أو سلبي على نمو القمح كذلك صفتنا الوراثية من رغباتنا وأفكارنا وتصرفاتنا تتأثر إيجابيا ً أو سلبيا ً من خلال البيئة التي ننمو فيها, كالعائلة التي لم نختارها ولا إخترنا طريقة تربيتنا ولا المكان الذي تلقينا فيه تعليمنا. ففي الحقيقة نحن كالأطفال عاجزين تمام عن كل تأثيرات وتفاعلات سمات شخصية أهالينا وأفكارهم وقيّمهم في الحياة. لذلك كل ما نحن بطبيعتنا ليس هو إلا تأثّرنا بطبائعهم في إما توافقنا أو مقاومتنا لهم أي لهذه العوامل المؤثرة علينا والتى لم يكن لنا فيها أي خيار من البداية وليس لدينا حرية الإرادة هنا أيضا. ج - العوامل المؤثرة علينا من خلال قوات غريبة هنالك عوامل بيئية مختلفة عن ما سبق ذكره كالمطر والتربة والتي ليس لها تأثير مباشر في نموالقمح. مثال ذلك الثلج, والرياح, والنباتات الاخرى. كل هذه العوامل تؤثر على العوامل الثلاثة السابقة بشكل كليّ. ففي حالة النبات فهي لا تستطيع الحركة أو تغيير مكانها, أما بالنسبة لنا وبالرغم من عدم قدرتنا في تحديد ايّ من العوامل الثالثة السابقة, ولكن نستطيع التايثرعلى قوة فعاليتها إذا وضع الإنسان نفسه في البيئة الصحيحة حيث يمكنه ان يحيط نفسه بما يحتاجه للتغلب على كل الحواجز الموجودة فى العوامل المدكورة. في هذه النقطة فقط يكون لدى الإنسان حرية الإختيار, ومن هذه النقطة فقط يمكنه تسخير هذه العوامل والقوانين لتدفعنا بإتجاه تحقيق هدفنا. فبوضع هذه العوامل ونظام تطورها في البيئة الملائمة يعزز نموّنا نحو الهدف. فإن قيمة حياتنا تعتمد على الخيار الصحيح للبيئة الصحيحة. لذلك ينصحنا علماء الكابالا أن نختار وبدقة الكتب المناسبة, والاصدقاء الصالحين, والمعلم الطيب.
العولمةالأزمة العالمية ناتجة عن التفاوت بين الطبيعة البشرية وبين صفات الخالق الحسنة. فإن الأزمة الحالية ليست أزمة تمويل ولا إقتصاد ولا حتى متعلقة بعلم البيئة. في الحقيقة إنها تُعد أزمة لأنها على المستوى العالم بأكمله وتشمل الحضارة الإنسانية بأكملها وعلى كل نطاق من مجالات الحياة. من أجل هذا يجب علينا أن نُلقي نظرة فاحصة على جذور ومصدر هذه الأزمة ونُعرّف العامل المشترك لها. |
JPAGE_CURRENT_OF_TOTAL |