العلاقة الزوجية من دون أي إرتباط ٍ روحي بين الرجل وزوجته لا يُمكنها أن تستمر . ففي يومنا هذا وحتى من منظور عملي أصبح معروفٌ أنه من المستحيل على الرجل والمرأة المحافظة على العلاقة الزوجية القوية إلا ّ إذا كان هناك رباط روحي يجمع بينهما . فالصعوبة هي بسبب الغرور والأنانية " الأنا – حب الذات " الموجودة في كل إنسان والتي تتصادم في كل منهما في محاولت الواحد في التقرب من الآخر إذ أنَّ الأنا تسعى إلى إشباع الذات من دون المبالاة بالشخص الآخر ولذلك نجد في عصرنا هذا أنَّ الطلاق شائعٌ بكثرة وأن معظم العلاقات الزوجية تتهدم مفرقة الزوجين ومغيرة مصير العائلة بسبب الغرور وحب الذات الذي ينمو بشراهة مع الزمن. فصورة الزهرية الجميلة التي نراها في عبارة " الرجل والمرأة والوجود الإلهي بينهما " ليست واقع في حياة أي زوجين في إطار هذا النوع من العلاقة. إذا ً ما هو المطلوب لخلق الرباط الروحي بينهما والذي يُشكل العنصر الوحيد القادر على علاج العلاقة الزوجية ؟
إنَّ معنى الرباط الروحي أن يعرف كِلا الزوجين سبب ومعنى وجودهما في هذا العالم والإبحار في رحلة للعالم الروحي معا ً وإحراز هدفهما الروحي في الحياة . عندها سيجدون الشيء الذي في الحقيقة يربطهما سوياً وكأنهما معاً في خلية مُشتركة وعبارة " الرجل والمرأة والوجود الإلهي بينهما " تكون حقيقة واقعية بينهما . في كلمة أخرى سيشعران بظهور الوجود الأزلي في علاقتهما معاً فالعلاقة الزوجية إما هي علاقة روحية أم ليست هي بعلاقة أبداً.