إن الفكر وراء وجود الخليقة وخلق الإنسان والهدف الذي قدر له أن يحصّله في نهاية مرحلة تطوره وتطور الإنسانية يكمن في الوصول إلى مرحلة التوازن في السمات مع الخالق “أي تبني سمات الخالق عليه من محبة وعطاء مطلق تجاه أخيه الإنسان”. فإن جميع قوانين الطبيعة مبنية في أساسها وهدفها تجاه تحقيق هذا الهدف بالذات.
اليوم نحن نعيش في عصر مميز وفي جيل نجد فيه أن الرغبة الى الأمور الروحية متيفظة لدى الكثيرين من مختلف الأعمار ومختلف مستويات ومجالات الحياة. فقد نصَّ كتاب الزوهار واصفاً النظام الخفي للقوى العليا في إدارة العالم أنّه في عصرنا الحالي ستظهر المعرفة والحكمة لبسبب رغبة الناس التي بدأت تتطلب تصحيحاً حقيقياً موافقاً للمتطلبات الروحية مع الفهم والرغبة في التعايش السلّمي وحياة هادئة بعكس التي نحياها الآن. إن هذه المعرفة هي الوحيدة القادرة على إشباع رغبتنا لذلك فتح العلماء المجال أمام الجميع للبحث والدراسة.
ففي المئة سنة الماضية شارك جميع العلماء وبلا استثناء الرأي بأن جيلنا هذا هو الجيل الذي ستكون لديه الرغبة قوية في إكتشاف العالم الروحي وتحقيق هدف الخليقة وأشاروا بأن علم الحكمة سيكون المفتاح الوحيد لإيجاد حل للأزمة العالمية الحالية التي تنبؤا بها منذ أعوام ماضية والتي نواجهها اليوم.
قال صاحب السُلم في أحد مقالاته:”حكمة علم هذه المعرفة هي سِلسلةٍ متعاقبةٍ مِن الجذور المتماسكة والمتدالية إلى الأسفل بناءً على نَظريِّة الحدثْ والعاقبة على شكل قوانين ثابتة ومحددة تتناسج كلها متمازجة ً لتشكل هدف واحد وعظيم نستطيع وصفه بوحي وإظهار صلاح الخالق تجاه خليقتُهُ في هذا العالم”.