مصدر السعادة هو في مخافة الرب
سمعت في عام ١٩٤٨
إن السعادة هي المحبة والمحبة هي الوجود ذاته. هذا مشابه لإنسان بنى بيتاً لنفسه من دون عمل نوافذ أو أبواب في حيطان هذا البيت وهكذا فلن يكن لديه مدخلاً أو مخرجاً للبيت الذي بناه لذلك يتوجب عمل فتحة في الحائط ليتمكن من الدخول.
كذلك الأمر أيضاً في إطار حياة الإنسان ففي المكان الذي توجد فيه المحبة لا بد من وجود مخافة الرب أيضاً, كفتحة الباب في حائط المنزل هكذا مخافة الرب هي المنفذ. بمعنى آخر أنه يجب على الإنسان إيقاظ مخافة الرب في نفسه في أنه غير قادر على تبنّي وإحراز سمة المحبة والعطاء المطلق من تلقاء نفسه.
الخلاصة في أنه عندما يتواجد الإثنان معاً أي المحبة ومخافة الرب ففي تواجدهما معاً يوجد الكمال. لكن إذا كان الأمرعلى خلاف هذا فإن السمة الواحدة تلغي وتبطل الأخرى ولهذا السبب يجب على الإنسان في أن يحاول وضع هاتين الصفتين معاً في مكان واحد.
وهذا هو معنى القول في الحاجة إلى المحبة والخوف معاً. فالمحبة تدعى الحياة أو الوجود والخوف يدعى الغور أو المنفذ وفي تواجدهما معاً يوجد الكمال. وهذا ما يطلق عليه "الرجلان - اليمنى واليسرى" وبالتحديد عندما يكون للإنسان رجلان عندها يستطيع المشي.