سؤال: أثناء الشرح أحيانا ً تستخدم كلمة الرغبة وأحيانا ً أخرى كلمات على مستوى التعبير عن الحب , ما هو المفهوم الصحيح الذي يتوجب علينا أن نستخلصه عند سماع هذه الكلمات وهذه المصطلحات؟
هذا سؤال حادٌ وذكي . نحن نُشير إلى الخالق على أنه قوة الحب والعطاء المطلق والكامل , والانسان الذي يفتقد إلى صفات هذه القوة في بنيّته الداخلية, انا أعني أنه لا يملك القدرة على المحبة والعطاء بلا مقابل تجاه المحيطين به, فهذا الانسان يُعاني من نقص كما أشرت منذ لحظة وقلت أن الخالق هو الارادة او القوة والتي ندعوها المحبة والعطاء الكامل أي أنه لا يوجد في هذه الإرادة أي نقص أبدا ً وعلى أي شكل فكلمة النقص التي ذكرتها هنا تُشير إلى - نقص من دون نقص - لأن النقص هنا إنما هو نقص إلى درجة الكمال في جوهرنا نحن. أي أنّ "الأنا" التي فينا أي الرغبة في التلقي خُلقت بكل الآليات التي تُأهلها لتتلقى كل عطايا الخالق وبركاته التي في إرادته ان يُغدقها علينا. فجوهر عملنا أن نتبنّى من سمات الخالق من المحبة الكاملة والعطاء بدون حدود لتكن فينا وتنتحلى بها ولا نتمسك في الأشياء التي ننالها منه بشكل أناني الكمال هي صفة الخالق, أي أنه هو الأول وهو الآخر, ولما يتحلى الإنسان بسمات الخالق في جوهره عندها سيشعر بكمال الخالق في داخله أي في نفسه وعندما نرتقي نحن فوق مستوى الأنانية وحب الذات الذي فينا عندها فقط سنفهم وندرك معنى كون الإنسان كائن مُستقل وحرّ.