يصف الكتاب النظام الخفي للقوة العليا في إدارة العالم . ويصف مصورًا درجات العالم كله والقوات العظيمة التي تحكم هذه العوالم . كما ويشرح أيضا كيفية تسلسل كل حدث يحدث هنا في عالمنا منذ نشؤه في العالم الأعلى منحدرًا إلى عالمنا هذا وكيفية تجليه وظهوره هنا في واقعنا . والذي يُضفي على الكتاب نوعيته الفردية هو الحقيقة بأنه لم يُكتب لعصره بل بالأحرى كُتب من أجل الجيل الذي سيأتي بعد ألفي سنة من وقت كتابته, أي لجيلنا نحن.
منذ قرون عدة كانت حكمة الكابالا مخفيّة عن العامة الذين كانوا غير مؤهلين لتقبّل الحكمة, ولكن جيلنا نحن قد أشير له من قبل علماء الكابالا أنه الجيل الأول الذي بإمكانه فهم وإستيعاب محتويات كتاب الزوهار, وفي يومنا هذا نستطيع تطبيق مبادئه وقواعده في حياتنا.
في الواقع ثلاثة من أعمدة وعمالقة علم حكمة الكابالا وهم عالم الكابالا شيمون بار يوخاي مؤلف الكتاب وعالم الكابالا الطاهر الآري مؤلف كتاب شجرة الحياة, وعالم الكابالا الشهير يهودا أشلاغ أجمعواعلى أنّ في نهاية القرن العشرين سيكون علم الكابالا مفتوحا أمام الجميع وبدون حدود.
نظرا إلى نوعية اللغة الفريدة والمجازية التي كتبت بها مواضيع الزوهار جعلت الكتاب قادرا أن يُغني ويزيد فهمنا للواقع ويوسع نظرتنا للعالم بعمق. لذلك يجب قراءة محتويات كتاب الزوهار بصبر وبشكل متكرر وأن ننظر بعمق وتمعن في كل عبارة وكأننا نحاول إختراق أعماق نفس الكاتب وأحاسيسه , يجب أن نقراء الكتاب بهدوء محاولين إستخلاص معاني الكلمات بدقة.
بالرغم من أن النص يُعنى بموضوع واحد فقط وهو كيفية العلاقة بين الخالق والمخلوق إلاّ أنه يطرح ويناقش هذه الفكرة من زوايا مختلفة وهذا يُمكّن كل منا أن يجد عبارة أو كلمة لتكون له الوسيلة التي تحملنا وتخوض بنا إلى اعماق هذه الحكمة السرمدية.
عالم الكابالا الشهير يهودا أشلاغ والملقب بصاحب السلم قدم لنا تعريفا ً واضحا ً في مقاله "جوهر علم الكابالا " وقد قال:
"طريقُ الكابالا هو لا أكثر ولا أقل مِن سِلسلةٍ مُتعاقبةٍ مِن الجذور المُتماسِكة والمتداليةِ إلى الأسفل بناءً على نَظريِّة الحَدثْ والعاقبة على شكل قوانين ثابتة ومحددة تتناسجُ كُلها متمازجة ً لتشكلُ هدفٌ واحدٌ وعظيمٌ نستطيعُ وَصفه بأنَّه وَحيُ وإظهار وَرَعُ وصلاح الخالق تعظم ذكره تجاه خَلِيقتهُ في هذا العالم"
هناك قوة عليّا واحدة فوق الجميع وهي الخالق والذي يحكم ويسيطر على كل ما في واقعنا. وكل القوات التي في العالم والمحسوسة لدينا كلها تنحدرمنه بينما هناك قوات ذات نظام وترتيب أعلى والتي تعمل في واقعنا في حين تبقى متوارية عن أنظارنا. يحتوي علم الكابالا على نظام ومعرفة بُنية هذه القوات المتوارية عنا وعلى سلسلة القوانين التي من خلالها تؤثر على حياتنا . ويعلمنا أيضا ً كيف نُنمي حاسة إدراكنا وفهمنا لهذه القوات وإكتشاف هدفها الوحيد بتوصيلنا إلى مرحلة إظهار وحي الخالق خلال حيانتا هنا في هذا العالم.
أريد أن أسأل عن موضوع "النيّة وراء سلوك الإنسان". أنت قلت فيما قبل بأننا رأينا من الأفراد الذين كانوا معنا لمدة طويلة وفجأة ً ظهر لنا بأنهم في الواقع كانوا منفصلين عنا في رغبتهم, فكيف بإمكاني التأكد من أنني على الطريق الصحيح ولن أجد نفسي في المستقبل منفصلا ً عن المجموعة؟
عالم الكابالا: لا أدري
الطالب: لا يوجد هناك شروط للإلتزام؟
عالم الكابالا: وهل ستصدقني لو قلت لك ؟ وهل هذا سيساعدك؟
الطالب: أنا أريد منك معلومات لتفادي وقوع هذا الأمر ثانيةّ
عالم الكابالا: لا يوجد هناك أي شروط أو معلومات. الشيء الوحيد المتوجب هو أن ترتبط مع المجموعة بإحكام وحرص
الطالب: ولكنك قلت بأن كان هناك أناس بدوا وكأنهم مرتبطين مع المجموعة بشكل كامل
عالم الكابالا: نعم ولكنهم لم يستطيعوا التغلب على الصعوبات, لم يعوا بأن الصعوبات التي واجهتهم كانت ذات هدف - ذات هدف معين بالرغم من أنَّ هذه الصعوبات أشارت لهذا بشكل معين. لنأمل أن لا يحدث هذا الأمر مرة أخرى, فالآن الإنسانية بأكملها تتقرب من الحقيقة أكثر فأكثر.
في أي مرحلة من المراحل وبغض النظر عن اللغة التي يتكلم بها الشخص أو في أي بلد موجود هو فيه يستطيع الدخول إلى موقعنا على الإنترنت ويبدأ العمل بإتباع الأسلوب الذي نسلكه في البحث والدراسة ويبدأ بإدراك وفهم نفسه ويكتشف نفسه ويبدأ ببناء العالم الروحي داخل نفسه وهذا العمل هو في متناول الجميع فالنفس لا تشيخ وكذلك جنسها أكانت ذكرا ً أو أنثى ليس له علاقة بالأمر , فإنه بإمكان الرجل والمرأة المشاركة في العمل والبحث والدراسة على حد سواء .
إذا كان كل إهتمامي مُنصبٌّ ليس على كيفية تلقي ما أحتاجه وأريده أنا من البيئة المحيطة بي أي من "المجموعة" التي أنضم إليها بل أن إهتمامي هو بالمجموعة وبنوعية الإرتباط الذي يجمع الأعضاء سويا ً, إهتمامي هذا سيكون هو الدافع لكي تؤثر هذه البيئة عليّ؟
أنا لا أحتاج أن أركز تفكيري في ما بإمكاني الحصول عليه من المجموعة بل يكفي أن أركز إهتمامي وأفكر فيما أستطيع عمله لهدف زيادة قوة إرتباطهم معاً كسلوك الأم تجاه أطفالها فإن إهتمامها مركز نحو كيفية إيجاد الإلهام في العطاء والمحبة تجاه صغارها في تقويتهم والعناية بهم. أنا بدوري يجب عليّ أن أعتبر نفسي وكأنني الوعاء الكبير هنا لكي يكون بإمكاني أن أقوّي المجموعة وأؤثر عليهم بشكل إيجابي, فكيف يكون بإمكاني فعل هذا إذا كان لديّ سلوك مخالف لهذا المفهوم؟ أيضا ً وبعد ذلك كيف أستطيع أن أجعل نفسي على نفس المستوى الموجودين عليه ليكون بإمكاني أن أتأثر بهم. مع مرور الوقت سيصبح هذا الأمر أكثر وضوحا ً عندك, فإن الشيئ الذي تؤثر عليه تتأثر به أيضا ً لأنك تشعر بأهميته كما هو الحال في علاقة الأهل مع أطفالهم وكيفية التأثير المتبادل بينهم.
في حين إكتشاف "الأنا" أي - الأنانية وحب الذات - في داخلي يجب عليَّ أن أتقبل الأمر على أنه هذه هي طبيعتي ولا أحاربها وبعد ذلك يجب أن أبحث عن البيئة وأحاول الإرتباط بها, هل هو الأمر على هذا النحو؟
إذا أخذت في محاربة طبيعتك فتصرفك هذا سيساهم في تضاخم "الأنا" في داخلك ولن يكن بإمكانك عمل أي شيئ حيالها, فبأي قوة بإمكانك مقاومتها؟ وكيف؟؟ أنا لا أفهم هذا المنطق .. من تعتبر نفسك حتى يكون بإمكانك مقاومتها؟ الأفضل في التعامل مع "الأنا" هو في موازنة الأمور التي تواجهك وتري أيُّ الأمور تستحق القيام بها وأيٌّ منها يستحق الإهمال. لا يوجد لديك طبيعتين فليس لديك حب العطاء وحب الذات كليهما يتصادمان في داخلك, لا, ليس هو الأمر هكذا على الإطلاق لأن كل ما تواجهه نابع من "الأنا - - الإرادة في الأخذ للذات" والموضوع هنا متعلق في جدارة الأمر في إحتيازه على إهتمامك فكل ما في الأمر بأن تتعامل مع الأنا بفطنة.
في الحياة هناك إهتمامات عديدة لدى الإنسان كالعائلة والعمل وأمور أخرى من ميول وأمور ترفيه وإلى آخره من كل هذا كم يستطيع الإنسان وإلى أي حد أن يُهملِ من هذه الأمور ليضع نفسه في بيئة روحية؟
كل هذا التفحّص الدقيق في إرتباطك بمجتمعك هو موضوع شخصي فإنه بإمكانك أن تكون في عملك أو بيتك أو مع أولادك ومع أقربائك فهذا كله لا يُعيق نموك الروحي على الإطلاق. المهم هنا هو ما الذي يؤثر عليك؟ أنت قريباً ستعود لبلدك سيسيلية بعد قضاء عدة شهور معنا هنا, فعند عودتك وبالرغم من وجودك جسديا ً هناك أنت لا تزال مرتبطا ً بنا لأن قلبك معنا ونحن نشعر بقربك وبوجودك معنا, فأنت ستكون هناك مع عائلتك وفي عملك ولكن روحيا ً أنت مرتبط معنا لذلك وهذا ما آمله أنا بأنه سيكون لديك إدراك أعمق للأمور حال تواجدك هناك. فإن وجودك مع عائلتك وأقربائك وأصدقائك وعملك سيُظهر لك أن الأمور من حولك كلها مشوشة وستشعر بالإرتباك والحيرة ولكن في أعماق قلبك أنت دائما ً مرتبط معنا. في هذه الوضع أنت ستشعر بتصادم الرغبات في داخلك ولكن هذا التصادم هو الذي سيؤدي بك إلى رؤية الأمور بوضوح أكثر وبدقة أعمق ليساعدك في نموك الروحي .. فالإنسان الذي يبذل جهده رغم الصعوبات التي يواجهها هو الذي يُحرز تقدما ً روحياً. عندما تشعر بالذي أقوله, أكتب إليَّ وأخبرني.
تواجه علماء الكابالا مشكلة حقيقية في نشر علم حكمة الكابالا, فكيف سيكون بإمكانهم نشر علم الكابالا بهذه الطريقة ؟ ولمن من الناس يريدون توصيل هذه الحكمة؟
هل هو الحال هكذا فعلا ً؟ لا, لا يوجد أي مشكلة في نشر الحكمة, فالحياة ذاتها تصل بالبشرية إلى طريق مسدود وكل مشاكلها ومتطلباتها تصل بالإنسان إلى اللاشيئ, نحن علماء الكابالا لا نريد أن يُعاني البشر من الصعوبات من غير هدف فنحن نُقدّر كل إنسان ونحترم كل إنسان ولهذا نحن ننشر علم الكابالا ليكن في متناول الجميع معلنين مُسبقا ً بأن المعاناة ليست شيء مستوجب على الإنسان. وإذا كنا سنعاني فسبب المعاناة سيكون أننا بعيدين عن الهدف الجيد. فأنا من خلال هذا النوع من المعاناة أريد أن أصل إلى مستوى العطاء وأنا أعاني الآن بسبب إبتعادي عن هذا الهدف وعدم الوصول إلى هذه الدرجة. فالشعور بهذا النقص هو ما يولد المعاناة عندي وهذا ما يُدعى بمعاناة المحبة. نحن لا نستطيع الوصول إلى الهدف من خلال الكوارث والمآسي التي تواجهنا ولكن ومهما حدث أو مهما تَصعّب الأمر لديك فيجب عليك أن لا تترك النور الذي يُصلِحُكَ أبداّ.
ما هو المقصود بعبارة "الإرادة الحرة"؟
معنى الإرادة الحرة هي بأن يُحصِّل الإنسان التوازن في سماته مع تلك التي للخالق أي في تبنيه من سمات الخالق في نفسه, هذا كل ما هو في الأمر وإن خلافه يعني عدمه.
يمر الإنسان في عدة مراحل في حياته فكيف بإمكانه أن يأتي لحضور الدرس في كل يوم وهو لديه المتطلبات والتركيز نفسه _ أي أن يأتي إلى الدرس بنفس الرغبة يوماً بعد يوم؟
يستطيع هذا فقط إذا كانت البيئة التي هو موجود فيها أي "المجموعة" تهتم بهذا الأمر. فإذا كانت البيئة لا تهتم في رفع مستوى وأهمية سمة العطاء المطلق فوق كل شيء إذا ً هذه البيئة لا تستطيع مساعدة الإنسان في سعيه للوصول إلى الهدف النهائي. يجب أن تكون البيئة متجهة وتسعى نحو الهدف ويجب أن يُعامَل الإنسان من قبل نفسه ومن قبل البيئة على أنه جزء منها وكأنه يجد قيمته في الحياة من خلال هذه البيئة التي يتواجد فيها بمعنى أن لا يكون عندي من مشرق الشمس إلى مغربها أمر أكثر أهمية من إنشغالي في كيفية الوصول إلى الهدف وإحراز صفة العطاء.
احب أن أسأل سؤال عن المخطط الذي رسمت والذي فيه تُظهر الحاجز فوق الأنانية "الأنا". أنت تكلمت عن عدة حواجز أو ستائر لدينا مشيراً بتدرجها من الأعلى إلى الأسفل إلى عالمنا هذا والمكان الذي لا نشعر بها هنا.
عالم الكابالا: نعم من الأعلى من عالم الأبدية منحدرا ً إلى الأسفل. تابع السؤال
سؤالي هو: ما هي الحاجة عند الخالق لصُنع هذه الحواجز؟ هل السبب هو في إبقائنا منهمكين في العمل الكثير؟
عالم الكابالا: السبب هو حتى نتمكن في الحصول على الإستقلالية حتى لا نبقى عاجزين. فهو يُخفي نفسه وراء هذه ١٢٥ ستار أو درجة حتى يكون بإمكاننا الشعور في أننا مستقلين بذاتنا ونستطيع التقدم من تلقاء أنفسنا حتى ننمو روحياً وحتى نكتشفه. فعندما نصل إلى مرحلة إحساسنا بوجوده لا ينتهك هذا الإحساس حرمة التوازن في إستقلاليتنا, لأننا ننمو تماشيا ً بالتوازي مع سماته. فالخالق لا يقف في طريقي عندما يُظهرُ نفسه لي لأن في تقدمي ونموي الروحي أنا أرى نفسي متطابقا ً معه في السمات بمعنى أن أنمو من خلال تبني سماته الحسنة والرفيقة في نفسي--- وخلق الرب آدم على صورته.
هناك صلة ترابط بين الخالق والآخرين ولكن كيف يكون هذا من الممكن؟
بالنسبة لي أنا ومع الإحترام لإرادتي أي - الأنا - عندي, الخالق والآخرين موجودين على نفس درجة البعد مني أنا, لماذا, لأن الخالق والذي هو مثال العطاء الكامل والمطلق, والآخرين واللذين هم على نفس الدرجة في الكراهية لصفة العطاء المطلق بسبب طبيعتنا الأنانية. لهذا السبب أنا أنظر إلى كليهما من منظور واحد رافضا ً كليهما معا ً. فبالرغم من إختلاف نوعية الدرجة فإذا لم أتمكن من إدراك أن الخالق والآخرين بالنسبة لي ليسوا على نفس الدرجة فأنا لست أسعى بالإتجاه الصحيح. كما هو الحال لو كنت تسدد رميتك نحو هدف ما يجب عليك أن تجعل عينك على الهدف وتسدد بشكل مستقيم.
النفس الإنسانية والتي تدعى "آدم" تُبنى في داخل الإنسان بمساعدة المجموعة أي بواسطة النور الإلهي من خلال المجموعة وكأن المجموعة تكون بمثابة الجسد والنور هو الحياة لهذا الجسد. وهذا ما هو المقصود بالقول "العيش بسمة العطاء المطلق". كيف هذا يكون ممكنًا؟
لأن إختيار البيئة "المجموعة" وقدرة الإنسان على الإندماج مع هذه البيئة يُعتبر جُهدًا وعملاً ذو سمة العطاء المطلق من قبل الإنسان.
ما معني التحلي بسمة العطاء؟ سمة العطاء أي إرتقاء الإنسان فوق طبيعة الجسد البهيمية والذي هو بحد ذاته عمل معاكس لطبيعته البشرية أي معاكس "للأنا" فيه والتي هي المادة أو المسألة التي تكون منها الإنسان أي "الإرادة للأخذ للذات" أي حب الذات, ولا يوجد إلا ّ نصيحة واحدة للوصول إلى مستوى العطاء المطلق وهذا شيء أريدكم أن تعرفوه وتختاروه وتقتنعوا به. النصيحة الوحيدة هي محبة الآخرين.
ما هو النور المحيط بالإناء الروحي؟
إذا كنت أنا أرغب النور ومنجذب له بإطار شروط الإنحصار الأول "التزمزم ألف" أي من خلال قانون العطاء المطلق, لأنه نور العطاء والحب فإذا كنت أنا منجذبا نحوه على هذا الأساس سيضيء بنوره عليّ أما إذا كنت منجذبًا نحوه من أجل الأخذ لأشباع الذات سيُشّع عليّ بالظلمة التي فيه.
فإن كل شيء يعتمد على رغبتي أنا لأن النور في حالة إستقرار دائم وأنا متواجد فيه ولهذا أن كل شيء يعتمد على النية لديّ, فإذا كان لديّ ميول أكثر إلى الأخذ للإكتفاء الذاتي فإن كيفية عطاء النور ستكون محدودة حسب إطار ميولي وهكذا إذا كانت لديّ ميول نحو العطاء فإن تفاعل النور سيكون بحسب رغبتي وهذا ما يُقال عنه: جعل النور نصيب للحياة أو نصيب للموت.
فالنور لا يعمل من تلقاء نفسه ونحن لا نفهم أنه يعمل وكأنه قانون ذو أحكام محددة وثابتة وأن كل شيء يعتمد عليّ أنا ولذلك يجب عليّ أن أحافظ على إدراكي للأمور وأن أتفحص نواياي بدقة في كيفية تأثيري على النور, فالنتيجة هي واحد من الإثنين إما أن يكون سيف قاطع يستطيع إماتتي أو أن يكون الهواء الذي يُنعش الحياة فيّ وأنا بإستطاعتي إدارته في أي جهة وفي أي لحظة.
إعتقادنا بأن هناك أمور تحدث بواسطة النور بمفرده هذا ليس بصحيح.
الانسان الذي يسال سؤال, يكتب سؤال ويسال فعلاً في وقت الدرس, هو سيستلم جواب بالتاكيد. سيستلم جواب ولكن ليس على طريق ان نحن نعطي جواب هنا في الدرس وهو يسمعها. هو يستلم جواب بصورة اخرى. الجواب سيتكشف له بالتاكيد بعد عدة ايام في وقت الدرس او في الدرس التالي. المهم ان الانسان يسال, لاننا نتعلم ونتقدم بهذه الطريعة فقط, بواسطة الاسئلة.
النفوس المرتبطة الواحدة بالأخرى يعني المرتبطة معا بصلةً لهدف التقبّل هي على مستوى يُدعى هذا العالم
ولكن جميع النفوس التي تبني الروابط بينَها لهدف العطاء تكتشف من خلال هذه الروابط ما يُدعى بالعالم الروحي.
طوال حياتنا دلوقت إحنا نَعرف أنّ الأنانية هي الرابط بيننا وهذا المستوى ما يُدعى حياتنا في هذا العالم
ولكن الحياة الحقيقية اللي احنا بنبنيها من خلال الروابط اللي بيننا وبشكل صحيح, فمن خلال الصلة الرابطة بيننا توجد حياة جديدة
هذه الحياة تُدعى إكتشاف الخالق
لا يوجد أي قوة في الفرد عندما يدرس الحكمة وحيدًا لأن القوة تأتي فقط في تواجد الشخص وإنتمائه للمجموعة. ولهذا السبب كُتب الزوهار بهذا الأسلوب ويتكلم هكذا وبالنيابة عن كل فرد. فبعدما أحرز علماء الكابالا العالم الروحي بكل درجاته, عندها أخذوا بكتابة مواضيع الزوهار معا. ففي البداية أخذ عالم الكابالا شيمون وإبنه, عالم الكابالا أليعازر في البحث لمدة ثلاثة عشرة سنة حتى أحرزوا درجة الحكمة ذاتها وهذا ما يُدعى بالزوهار والذي يعني "روش أريخ أنبين" أي أعلى درجات الحكمة يمكن للإنسان الوصول إليها. وبعدها جلسوا مع الآخرين من المجموعة وعندها كان بإستطاعتهم أن يفسروا في الكتابة. عالم الكابالا شيمون كان يتكلم وعالم الكابالا آبا كان يدوّن. وكانوا يتحاورون مع الآخرين في المجموعة وهكذا كان بإمكانهم توضيح الحكمة بكل تفاصيلها, إذ كان بإمكانهم إظهارها بصيغة التعاريف والكلمات وهكذا كان بإمكان عالم الكابالا آبا تدوينها.
توماس من مدينة لوثوينيا يسأل قائلا ً: ماذا أفعل عندما لا تكون لدي الرغبة في التصحيح؟
هذا الشعور طبيعي ولا داعي للقلق والخوف منه , طبعًا نحن لا نرغب بالتصحيح فهذا موضوع كبير بحد ذاته لنصل إلى معرفته أيضًا والواقع بأنه يشعر به هذا شيءٌ جيد.
السؤال بصيغته الصحيحة يجب أن يكون كالتالي : ما هو الذي يجعله يشعر باليأس عندما يفقد نفسه أي "الإحساس بالأنا"؟
في الحقيقة يجب عليه أن يفرح ويحتفل كما قال صاحب السلم: "يجب أن نفرح عند ظهور الشر فينا" ولكن في الوقت الحالي هو يرى كل شيء بالصورة المعاكسة لحقيقة واقعه الأصلية. فنحن لا نُدرك أن إكتشاف ضعفاتنا هو نعمة كبيرة من فوق وبالتالي هي فرصة لنصبو ونتمسك بالدرجة التالية, إنه شيء جيد عندما تكتشف ضعفك وأنك عاجز عن إدراك أي شيء بقدرتك أنت, عندها سيكون من الواضح لك ضرورة فهم النظام الذي يقربك من الخالق.
عندما يأتي التلاميذ المبتدئين للدراسة لا يكن لديهم قدرة لإستعاب المواضيع بعمق, ففي البداية يودون معرفة كل شيء عن عالم الكابالا. من هو؟ وفي أي زمان عاش؟ ومن هم أولاده وما أسمائهم؟ وكل ما يدور بحياته ويتعلق به. يعني الأشياء التي بإمكانهم إدراكها وفهمها.
ولكن عندما يأخذ بالتقدم في الدراسة بعمق يقل تركيزه على الظواهر الخارجية وهذا شيء لا يزعجه أو يُضايقه بتاتا. التركيز يجب أن يكون على الأمور الباطنية أي على النفس وإذا كان بإمكاني إحراز مرتبتها أم لا.
علماء الكابالا يعيشون بكيانهم الروحي فوق إطار الزمن. فإذا تقابلت مع شخص ما من العصور القديمة أي من حوالي ألفي أو ثلاثة ألآف سنة مضت فلن يكون بإمكانك التحادث معه لعدم وجود العوامل المشتركة للفهم والإدراك بسبب إختلاف مستوى التفكير.
ولكن الأمر هنا مختلف تمامًا لأن علماء الكابالا يعيشون بكيانهم الروحي فوق إطار وحدود الزمن وهم مرتبطون بالواقع الروحي وكلما فصلنا أنفسنا من محيطنا المادي يكون من الأفضل لنا. فعالم الكابالا هو الوعاء الذي من خلاله تظهر سمات الخالق للعيان وهذا ما أنا محتاج إلى أن أتعلمه من عالم الكابالا,,, المنهج والطريقة ,,,, هذا كل ما في الأمر لنقل ها هنا المعلم أمامك, لماذا تهتم بطوله ووزنه ولون عينيه. الذي يجب عليك أن تركز عليه إهتمامك هو نوعية الوعاء الروحي الذي أمامك
والذي من خلاله تستطيع أن ترى سمات الخالق, وكيف تجني الفائدة لترتبط بالعالم الروحي من خلاله
فهذا ما تحتاج إليه وبإمكانك أن تحصل عليه بشكل تدريجي.
هذه هي سمات أو هيئة خشمال ولفوش كما هو مذكور, فإن الحماية التي يتلقاها زون "ملخوت وتيفيرت معًا" من قِبَل بينا كالنسر عندما تعتني وتحمي صغارها بجناحيّها. بالطبيعة تحمل النسر الأم صغارها على ظهرها عندما تطير ولا تمسك بهم بقدميها عندما تطير بهم من مكان إلى آخر لماذا؟؟
يفسّر حكماء الكابالا هذه الظاهرة بأنه بحدوث أي سؤء أو أي خطر ما فإنه يُصب النسر وليس الصغار. وكأن الأم "بينا" تقول إذا ثارت نزعات الشر والغرور من الأسفل فلن تؤذيني أنا أو تسبب لي أي ضرر لأنني محميةٌ بواسطة الحاجز "المساخ" من سهام النزعات الأنانية وبالتالي أستطيع حماية الصغار"نحن" على منكبيّ وهكذا وبهذه الطريقة أستطيع حمايتهم من النزعات والقوات الغير طاهرة أي الموت.
عندما أنظر إلى العالم من خلال الشخص الآخر فأنا لا أرى عالم هذا الشخص بل أرى عالمه الروحي. فمن داخل نفسي أي من داخل إنائي الروحي أنظر من خلال الآخرين وأرى العالم الروحي وعندها ما أراه هو الخالق "بسماته من المحبة والعطاء المطلق" , لأن رغبتي أنا فيّ تبقى أنانية ولكن لما أنشئ النيّة في العطاء المطلق والتي هي نيّة المحبة في الإنعام والإغداق على الآخرين, عندها ومن خلال هذه النيّة في العطاء المطلق أستطيع إظهار نور الخالق.
في أي إناء روحي أستطيع إظهاره؟ من خلال الآخرين أي الثغرة التي بيني وبينه.
كل شيء ثابت وقائم في مكانه الصحيح في نظام الكون الذي نعيش فيه وكل شخص مرتبط ومندمج مع الكل وكأننا مخلوق واحد.
فأنا لا أشعر بأي نقص مقارنة بالآخرين لأننا كلنا مرتبطين بعضنا ببعض. كل ما تلقاه الشخص من صفات من الخالق لا أحد يعلم لماذا هذا الشخص تميز بصفات معينة دون الشخص الآخر, وإذا كنت أنا أشعر بالغيرة تجاه الآخرين, هذا جيد لأن هذا معناه بأنك قد أُعطيت الإحساس بالفارق بينك وبين الآخرين لهدف أن يتولد لديك الدافع أن تجتهد في العمل من خلال الصفات التي أعطيت لك من الخالق.
لماذا؟ لهدف أن تربط الآخرين بعضهم ببعض من خلال هذه الصفات التي تتحلى بها في مجموعة واحدة.
السؤال: لقد كتب صاحب السلم هنا قائلا ً: "أنه من المستحيل على الإنسان أن يُرضي خالقه من دون إستخدام الوسائل الموجودة في العالم كالكتب مثلا. هل يمكنك تفسير الموضوع؟
الجواب: إستخدام الوسائل المتوفرة لدي لا يعني أنه يجب عليّ دراسة كل الكتب وحفظ مقدمة حكمة علم الكابالا لصاحب السلم بكاملها حتى يُضيء النور الإلهي عليّ من خلال نظام العوالم الشامل. فالنورعلاج للرغبة الأنانية فينا, علاج فريد النوعية, صحيح ودقيق لكل إنسان.
نظام العوالم هو نظام محكم بدقة وثابت. فهو نظام يحدد صيغة النور في كميته وطريقة تعامله وطريقة تأثيره على رغبتي أي " الأنا " لينميها خطوة بخطوة.
على كل حال أنا لا أعلم كيفية عمل النظام فنحن نتعلم من علماء الكابالا الذين يُخبرونا عن النور الذي يعبر من العالم الأعلى إلينا. لماذا ؟
لأستطيع أن أكوّن فكرة عن ماهية النور الإلهي في عقلى حتى يكون لدي الرغبة للنور الأبدي من مستوى الكمال الذي أصبو إليه, بالرغم من وجودي في وضعي الحالي أي "درجة عدم الكمال" وعندي الرغبة للإرتقاء إلى مستوى الكمال.
هدف معرفة نظام العوالم هو أن ترتقي إليهم وأيضًا أن تلاحظ النطام بكاماه العالم الروحي مع عالمنا المادي.
ليس من المهم معرفة وفهم النص الذي نبحث فيه, بل من المهم والضروري توفر شيء واحد فقط وهو الرغبة في إظهار هذه المعرفة. لأنه توافقًا مع رغباتنا يتم ظهورالمعرفة.
في الحقيقية إن إستماعي إلى التعليق والشرح من إنسان حكيم لا ولن يؤدي بي إلى الفهم والحصول على الرؤية للمعرفة بل على العكس فإن هذا فقط سيملِئُ رأسي بالمعرفة وسيؤدي بي إلى التباهي والتفاخر وزيادة حب الذات وفي هذه الحالة أنا أتلقى نوع من الإشباع الذاتي وأشعر بالإكتفاء هذا فقط لا غير.
الشروحات التي عادة ً نُحب الإستماع لها بجانب دراسة نصوص الزوهار هي لمساعدتنا فقط للتنقيب والبحث عن المعرفة والتعمق في الدراسة لنستطيع إستيعاب وفهم كيفية إظهار المعرفة الكامنة في النص لأنفسنا بطريقة أفضل.
أشار صاحب السلم إلى هذا أيضا ً في كتاباته قائلا ً : "أن تُظهر قدرا ً من النص وتدع القدر الآخر لما بعد".
يجب عليك أن تأتي لحضور الدرس برغبة شديدة وكأن لديك عجز أو نقص ما وتريد أن تجد الملء المناسب لهذا الفراغ الذي تشعر به كإحساسك عندما تكون مريضًا وتذهب إلى الطبيب وتقول له ساعدني فأنا تعبٌ وضعيف وأشعر بألم.
المقصود هنا أن تكون الرغبة لدراسة الزوهار نابعة من الحاجة الماسة من داخل نفسك . فالألم الذي تشعر به من النقص يجب عليك أن ترفعه وتهذِبه, ولكن إذا قلت إن هذا الشعور بسبب أنني بحاجة إلى إرتباطي بالآخرين وأدرس مع المجموعة أو لأنني لم أستفسر عنما أريد معرفته, فهذه ليست طُلبة حقيقية. من الذي تحاول خداعه هنا؟
لهذا السبب أنا أقول دائمًا بأن الخالق ليس بساذج, فماذا تظن هل نحن نلعب معه؟ نحن نتكلم عن نظام يمسح خفايا قلبك بدقة فاحصًا كل نقص تشعر به مُحققًا فيه بعمق إذا كان حقيقيًا وصادقًا وإذا كنت مستحق بأن تنال سؤْلك. يجب عليك أن تُظهر النقص في داخلك على كل درجاته والذي يُدعى النَزَعات الشريرة قبل أن تفتح كتاب الزوهار. إذا عملت هذا فالنور الإلهي سيؤثر عليك بتصحيح النقص والعكس صحيح.
إن عملنا ككل مبنيّ على قدرة جاهزيتنا والإستعداد للدراسة والتصحيح, فكل شيء يعتمد على هذا فقط.
ماذا بدأنا الآن فقط ومنذ شهرين تقريبًا بدراسة كتاب الزوهار؟
بالرغم من أن كل علماء الكابالا كتبوا مؤلفاتهم منذ آلآف السنين قبل أن كتب صاحب السلم شروحات كتاب زوهار. لماذا بدأنا الآن فقط ومنذ شهرين تقريبا ً بدراسة كتاب الزوهار؟ الحق معك, بإمكانك إلقاء اللوم عليّ أنا . فأنا لم أعلم أن هذا كان مهم جدًا. ولكن صدقني عندما أقول لك بأنني حاولت ولكن لم أستطع . وحتى إلى هذه اللحظة ها أنا جالسٌ هنا أمامك ولا أزال أخفي الكثير عنك , ولكن عندما يحين الأوان ليُعلن سيُعلن. فكل شيء له وقته وزمانه المعيّن ليظهر للعيان. فمن أكبر المشاكل التي من الممكن مواجهتها هي عندما يستحوذ الناس على المعرفة من دون الوعي الذي يمكنهم من تقدير أهميتها وإستيعابها. ومع ذلك, إذا وصلت المجموعة الأساسية لدرجة الوعي والنضوج حيث تستطيع إدراك وفهم هذه المعرفة عندها سيكون بإمكان العالم بأجمعه الإتحاد معهم على نفس المستوى من المعرفة.
سؤال: أثناء الشرح أحيانا ً تستخدم كلمة الرغبة وأحيانا ً أخرى كلمات على مستوى التعبير عن الحب , ما هو المفهوم الصحيح الذي يتوجب علينا أن نستخلصه عند سماع هذه الكلمات وهذه المصطلحات؟
هذا سؤال حادٌ وذكي . نحن نُشير إلى الخالق على أنه قوة الحب والعطاء المطلق والكامل , والانسان الذي يفتقد إلى صفات هذه القوة في بنيّته الداخلية, انا أعني أنه لا يملك القدرة على المحبة والعطاء بلا مقابل تجاه المحيطين به, فهذا الانسان يُعاني من نقص كما أشرت منذ لحظة وقلت أن الخالق هو الارادة او القوة والتي ندعوها المحبة والعطاء الكامل أي أنه لا يوجد في هذه الإرادة أي نقص أبدا ً وعلى أي شكل فكلمة النقص التي ذكرتها هنا تُشير إلى - نقص من دون نقص - لأن النقص هنا إنما هو نقص إلى درجة الكمال في جوهرنا نحن. أي أنّ "الأنا" التي فينا أي الرغبة في التلقي خُلقت بكل الآليات التي تُأهلها لتتلقى كل عطايا الخالق وبركاته التي في إرادته ان يُغدقها علينا. فجوهر عملنا أن نتبنّى من سمات الخالق من المحبة الكاملة والعطاء بدون حدود لتكن فينا وتنتحلى بها ولا نتمسك في الأشياء التي ننالها منه بشكل أناني الكمال هي صفة الخالق, أي أنه هو الأول وهو الآخر, ولما يتحلى الإنسان بسمات الخالق في جوهره عندها سيشعر بكمال الخالق في داخله أي في نفسه وعندما نرتقي نحن فوق مستوى الأنانية وحب الذات الذي فينا عندها فقط سنفهم وندرك معنى كون الإنسان كائن مُستقل وحرّ.
ما هي "العوالم الروحية " ومعنى "السفيرات" المذكورة في كتب علماء الكابالا؟
في علم الكابالا نحن دائما نتكلم عن الرغبة. وهذا يعتمد على الطريقة التي نتعامل من خلالها مع أجزاء الرغبة. من ناحية, نحن نستطيع أن نقسّم الرغبة على عدد السفيرات ومن ناحية أخرى نحن نتكلم عن العوالم الروحية: المقصود هنا أن العوالم الروحية بحد ذاتها تُشكل درجة القياس لظهور أو إختفاء النور من الرغبة أي على قدر إختفاء الرغبة، بالقدر نفسه يختفي النور الأعلى منها و"من السفيرات" ( والتي معناها مُشتق من حجر الصفيّر الثمين ) هي المقاييس التي تكشف النور داخل الرغبة ذاتها.
إن جوهر العمل الذي نقوم به كله هو ارتباطنا سويًا - فالنور يظهر حسب نوعية وفعاليّة الإتصال بين كل النفوس. وإن نوعية هذا الإرتباط هو الذي يُعطينا الاحساس بالشعور بالبهجة. وهذا الارتباط يُشكل الوعاء أو الإناء الروحي – وهذا ما يُدعى النور. إن النور الذي ينشأ نتيجة التفاعل بين النور من الأعلى وبين النور الذي كان قد حصل عليه الاناء الروحي أي النور الذي ملئ الإناء بالبهجة والحب والعطاء, فإن إحراز درجة العطاء الكامل من قِبل الاناء هو الذي نسميه نور الخالق في داخل الإناء وندعوه بالنور الأعلى.
علينا أن نفهم أن كل أنواع وأساليب التعامل التي نستخدمها للسعي نحو التقدم والنمو الروحي دون مبدأ المحبة أي "محبة الإنسان لأخيه الإنسان" كلها ليست إلا ّ خيال وأوهام. ماذا يعني هذا ؟ هذا يعني أنها كلها لا تعطينا ما نسعى للحصول عليه ولا تفي بالغرض من جهة النمو الروحي. يستطيع الإنسان أن يتفوق في الدراسة والبحث وأشياء أخرى كثيرة ولكن اذا كان لا يضيف إلى كل ذلك العامل أو العنصر المهم وهو النية والرغبة في الترابط مع الآخرين الذين يسعون نحو الغرض نفسه اي نحو النمو الروحي، فإنه لا يستطيع بناء الإناء الروحي في داخله أي "النفس" وبمرور الوقت لا يستطيع تلقّي وفهم أي شيئ وذلك لعدم قدرته بسبب إنعدام الوسيلة. وبالتالي فإن جميع محاولاته في فهم علم حكمة الكابالا يكون مجرد وهم ٌ. ولذلك أكّد عالم الكابالا صاحب السلم بشدة على أهمية المجموعة الدراسية.
احمل ملف صوتي (mp3)
أنا أسأل من منظور الشخص الذي يشاهد الدرس لنقول بأنني جالس في بيتي وأشاهد الدرس بالنسبة لي أنا ماذا يعني لي إدراك مبدأ محبة الآخرين؟
أنا جالس هنا ناظرا ً هذه المجموعة أمامي الذين حياتهم مبنية على هذا المبدأ, أنا أقول أنه مهم جداً إدراك مبدأ محبة الآخرين, هو النظام الذي أستطيع من خلاله إظهار العالم الروحي. ويجب علي الارتباط بالآخرين بكل قدرتي وأن أحترمهم وأقدرهم وأحاول أن أكون معهم لنقل على سبيل المثال إذا كان هناك مناسبة ما أكانت إحتفال أو مؤتمر كما يُشير هنا في النص قائلا أن محبة الآخرين هو إرتباط هؤلاء الأفراد سويا ً لأن هذا الإرتباط هو وسيلتنا الوحيدة لإيجاد مستقبلا ً أفضل هذا كل ما هو , إذا ً إذا توفرت الفرصة للاجتماع مع الآخرين فيجب عليك أن لا تُهمل هذه الفرصة لأنها شيء مهم جدا ً , فعلى أقل حال تبقى فرصة تجمعنا سويا ً ومعا.
احمل ملف صوتي (mp3)
ما هو مصدر كل هذه الرغبات الملحة للألعاب الخداعية وأنواع الترفيه المختلفة؟
مصدرها الاحساس بالفراغ الداخلي فالناس يحاولون بشدة ملء هذا الفراغ, فهم يحاولون تسلية أنفسهم محاولين أن ينسوا شعورهم بالفراغ. والآن وصلوا إلى نهاية مسدودة كما وأننا نرى أيضًا وعلى سبيل المثال ماذا يحدث مجال السياحة حول العالم فكلها في حالة تدهور وهذا التدهور ليس سببه عدم توفر الأموال ولكن سببه عدم الإحساس بالإكتفاء وهذا هو السبب بأننا اليوم في وضع حساس فيه أخيرًا بدأ الناس يُظهرون إهتمامهم ويتسائلون عن معنى الحياة وما هو هدف الحياة أصبح هذا الاحساس بالفراغ الداخلي جليّ بإمكانك أن تشعر به عندما تتكلم مع أي شخص, فالناس في أي مكان يشعرون بهذا الفراغ ولا يعلمون ماذا يفعلون.
احمل ملف صوتي (mp3)
|