في التاريخ هناك الماضي والحاضر والمستقبل والإنسان الذي يبحث عن الحكمة من قلبه يجد فيه العبرة والموعظةالكثير ممن يتسألون عنما إذا كان علم الكابالا مذهب أو دين من الأديان والجواب دائماً هو واحد, لا- علم الكابالا علم يبحث في قوانين الكون أي الطبيعة التي نعيش فيها وفي الخليقة أي الإنسان وفي وجوده في هذا العالم والهدف الذي وجد من أجله ومكانه في البيئة من حيث تأثيرها عليه. يوضح علم الكابالا دور سلوك الإنسان في تأثيره على محيطه على الصعيد الإجتماعي في كيفية ترابطه مع الآخرين وعلى الصعيد البيئي في إنسجامه مع قوانين الطبيعة. علم الكابالا يفسر القوانين الأساسية التي تأسس عليها العالم الروحي شارحاً وجوده وقواعد عمل القوات التي فيه وتأثير كلٌ منها على حسب صفاتها ودرجاتها. وكما العلوم الأخرى من علم الأحياء والفيزياء والكيمياء يشرح علم الكابالا أيضاً بنية الخليقة " الأنا " ما هي طبيعتها؟ من أين أتت؟ ولماذا وجدت؟ وما هي المادة التي كونت منها؟ ولكن ما يُميزعلم الكابالا عن العلوم الأخرى هو بحثه الأعمق ليس في عالمنا المحدود فحسب بل في بحثه وتفسيره للواقع الشامل أي العالم المادي والروحي معاً.
والكثير أيضاً يتسألون قائلين:" إذا كان علم الكابالا ليس بدين لماذا تستخدم كتاب التوراة أحياناً في تفسير وشرح أمر ما ". سؤال جيد وصحيح وجوابه سهل وبسيط . في البدية أريد أن أوضح أن كتاب الزوهار وشروحاته هو الكتاب الأساسي في دراسة علم الكابالا. آدم " الخليقة التي خلقها الخالق" في سقوطه تبعثرت نفسه إلى أجزاء وطرد من جنة عدن أي من العناية الإلهية المباشرة في إعطاءه حرية الإختيار في تصحيح خطأه, وقد ترك لنا خطوط ورسومات عن العوالم الروحية في درجاتها وترتيبها ولكنه لم يتمكن من تصحيح "الأنا".وحاول الكثيرون بعده ولكن سيدنا إبراهيم كان أول من إكتشف طريقة التصحيح الصحيحة وفتح الطريق أمامنا بمساعدة القوة الإلهية. وكانت العبودية في مصر أمراً ضرورياً لمساعدتنا في الحصول على الحاجة الماسة لخلاص الخالق لنا من عبودية " الأنا " في إرسال سيدنا موسى. موسى هو أعظم علماء الكابالا ممن شهده التاريخ إذ أنه هو الوحيد الذي تلقى طريقة تصحيح الذات البشرية بشكل مفصل من العناية الإلهية لذلك نحن نستخدم هذه النصوص.
في هذه النصوص المختارة حاولت إلقاء الضؤ بشرح مضمونها وكشف معانيها وحل ألغازها إذ تبدو للعين المجردة على أنها قصة عادية لا غير ولكن الأمر على خلاف ذلك تماماً. والإنسان الذي يدرس ويبحث في هذا العلم سيجد المساعدة التي يحتاجها في السير على طريق الحق في تصحيح ذاته وإحراز العالم الروحي. بكل محبة وإحترام |
|