إن تعليم الأطفال يجب أن يكون أولوية من الأولويات التي تحتل رأس قائمة مبادئ التأهيل التعليمي في بلدنا , فإلى جانب مناهج التعليم والثقافة العامة والثقافة الحرفية والمهنية وعلوم الفلسفة المتنوعة يتلقى الأطفال مبادئ التعاون المتبادل والمسؤولية المشتركة في محبة الآخرين كبنيان تحتي في نظام التربية والتعليم. فإنه من المحزن رؤية عجز النظام التعليمي في قدرته على حماية الأطفال من مختلف أساليب العنف والمخدرات والكحول المدمرة لحياة أي شخص.
إن مبادئ التعاون المتبادل تعمل جاهدة على توفير وفتح المجال التعليمي لجميع الأطفال بشكل واسع يتماشى مع التطورات ونمو الأسلوب التعليمي الحديث في القرن الواحد والعشرين بالإضافة إلى الأدوات العملية والتدريب اللازم لتأهيلهم لحياة سعيدة مرتبطة مع الواقع المعاصر في هذا النظام يتعلم كل طفل كيفية إدارة حياته وكأنه جزء من المجتمع الذي فيه والذي له دوره المهم والفعال في بنيته وليس كفرد يهتم فقط في نجاحه الشخصي على حساب الآخرين من دون المبالاة بأعضاء مجتمعه.
أسلوب التربية والتعليم المبني على أساس علاقة التعاون الإجتماعية بين أفراد المجتمع هي الطريقة التي تتمثل بالنجاح الصحيح والأكيد. فإن نتائج البحوث والدراسات التجريبة تؤكد على أن أسلوب التعليم في إطار مبادئ التعاون المتبادل والمسؤولية المشتركة هو أسلوب ناجح في تنمية الطفل وبناء شخصيته على أساس سليم لينمو ويتحلى بصحة عقلية ونفسية وفي إحترامه لذاته والذي ينعكس من خلال علاقه مع الآخرين في إحترامهم وتقديرهم في أسلوب التعامل معهم.
إن هدف هذه المبادئ في مناهج التربية والتعليم يكمن في " تعليم الإنسان ليكون إنساناً " إنساناً مفكراً يعمل على بناء مجتمعه من خلال بناء علاقاته مع الآخرين على أساس صحيح. فإن هيئة التضامن المتبادل تشجع القرارات التي من شأنها العمل على إتخاذ هذه المبادئ والعمل على تطبيقها في الواقع العملي من خلال بناء الإنسان وبناء حياته المهنية من مراحل الحضانة إلى مراحل التعليم العليا على أساس مبادئ التعاون المتبادل والمسؤولية المشتركة في العمل على منفعة المجتمع الذي يعيش فيه.
لدينا الثقة الكاملة في أن التطبيق العملي لمبادئ التعاون المتبادل والمسؤولية المشتركة ضروري جداً في تحسين وبناء مجتمع صالح وسليم لأطفالنا من خلال نظام التعلم هذا في وقتنا الحالي. فإن بناء البيئة الصالحة للأطفال تخلق لديهم القدرة والثقة في النفس وتعطينا نحن القدرة على دعمهم ومساعدتهم في تكميل المطاف في بناء المجتمع الصحيح لهم وللأولادهم من بعدهم.
إن التعليم بناءً على مبادئ التعاون المتبادل والمسؤولية المشتركة يضع الأساس لمجتمعنا البشري مع القدرة على بناء مجتمع سليم وجديد والذي قوامه وقادته جيل الشباب اليافع ذو المهارة والخبرة بما أنهم تربوا على هذه القيم متلقنين العلم والمعرفة بمبادئها الصحيحة.
من هذا المنطلق نحن نُقدم كل الوسائل اللازمة لجميع المعلمين والمدرسين في كافة مجالات علوم التربية والتعليم مع توفير المعرفة العملية لهذه المبادئ من خلال التجارب والدورات التعليمية والتوجيهية للمنهج بكامله والمناقشات والأنشطة المتنوعة وخلق الجو المناسب في العلاقات بيننا على أساس مبادئ التعاون المتبادل.