الحب هو الخاصة الأساسية التي بُنيى عليها العالم.
الحب في علم الكابالا ذو تعريف علمي وواسع وشامل النطاق ولكن وبشكل مختصر نستطيع القول بأنّ الحب هو شعور الشخص بالعالم الداخلي أي في إحساسه لرغبات وحاجات شريك حياته والعمل على إشباعها. فالإحساس الذي يشعرُ به الشخص أثناء إشباع حاجات الشخص الآخر هذا ما يُسمى "الحب". أي عندما يبذل الواحد تركيزه في وضع حاجات شريك حياته في درجة الأولوية والعمل على جعل الشريك يشعر بالإكتفاء والسعادة هذا الفعل يعود عليه بالشعور بالسرور الشديد والإكتفاء لنفسه. فالحب ليس إحراز اللذات من الشخص الآخر وإشباع رغباتكَ الغريزية ولكن الحب هو عندما تعطي من نفسكَ لشريك حياتكَ لتلبية مُتطلباته وحاجاته المعينة.
الكابالا تقول: " الزوج والزوجة والوجود الإلهي بينهما "
أي أنًّ النور الإلهي متواجد وحاضر بينهما. فمن الصعب في أن يكون هناك أيُّ صلةٍ أو ترابطٍ بين الزوج وزوجته واللذين يُمثلان الطرفين المتناقضين من العالم إلا َّ في حالة أن الخالق والذي هو الحب اللذي يُنظم ويتحكم بالكون يكون متواجدا َ بينهما . الخالق نفسه هو قوة العطاء العامة في الطبيعة - قوة الحب الوحيدة القادرة على جمع على جمع ضدين ذو سمات وخواص مختلفة .
إذا أخذ الرجل والمرأة ببناء وتنمية العلاقة بينهما على مبدأ العطاء عندها تتواجد صلة الترابط الحقيقية بينهما وهكذا يتكون الإتحاد الثلاثي بينهما فإنه من المستحيل تواجد إتحاد بين شخصين إن لم يُبنى على صفة العطاء ذاتها. فعبارة الإجتماع معاً تأحذ مفهوماً مختلفاً في علم الكابالا عنما هو متعارف عليه في العامة. " فإجتماع الرجل والمرأة معا ً أي إجتماع آدم وحواء " يعني تقارب وإجتماع الجزء الذكري من العالم والجزء الأنثوي منه معاً والسبب في إجتماعهم سويا ً هو تكميل بعضهم البعض ليأتوا بالتصحيح العام للجنس البشري. فعندما يدرس الرجل حكمة الكابالا يجذب النور إليه والمرأة بكونها أنها الرغبة في التقبل تزوده بدورها بالحاجة والرغبة والتي تخدمه كوقود للطاقة ليسعى في عملية التصحيح. كل منهما له دوره الخاص والذي لا يقل أو يزيد في الأهمية عن الآخر ولا يستطيع واحدهم الإستغناء عن الآخر .
إذا كنت تريد أن تقوي علاقتك الزوجية هناك من نصوص ومنشورات علم الكابالا والتي تُناقش وتشرح معنى الحياة الزوجية والشراكة معا ً. عندما يقرأها الزوجان معا ً وعلى نحو متواصل تُعزز وتقوي إتصالهم الروحي سويا ً وبشكل كبير كما وتَجلب السلام والإنسجام في المشاعر والأذواق والآراء بينهما. عندما يقضي الزوج والزوجة خمسة عشر دقيقة يوميا ً في قراءة هذه النصوص معا ً فهذا يزودهم بسمة خاصة وفريدة في علاقتهم والتي فيها قوة على حل كل المشاكل التي بينهم وهذا بسبب أن نصوص الكابالا فيها قوة عظيمة.
علاوة على ذلك فالشخص الوحيد الذي بإمكانك أن تبوح بمشاعرك له هو شريك حياتك. فإنه من الممنوع بل من المحرم في علم الكابالا أن تتكلم مع أي إنسان عن عمق مشاعرك وتجاربك الروحية إلا َّ مع الزوج أو الزوجة . فإن الزوج والزوجة يُكمل واحدهم الآخر بمشاركة مشاعرهم ومعا ً يتقدمان في المجال الروحي .