هل تعرف ما هو مفهوم علم الكابالا؟
لقد أحاطت بالكابالا الكثير من الحيرة والإرتباك, وأساطير وخرافات في التكلم عنها وذلك بسبب أن علم الكابالا الحقيقي كان مخفيًا منذ آلاف السنين وإلى يومنا هذا .فبالرغم من أن مصدر الكابالا تأصل بعمق مع آثار العصور القديمة ومنذ عصر مدينة بابل القديمة ولكن بالحقيقة بقيت حكمة الكابالا مكتومة ومحجوبة عن أنظار الإنسانية منذ أن ظهرت أكثر من أربعة آلاف سنة وفي يومنا هذا القليل من الناس يعلمون ما هو جوهر وموضوع الكابالا.
فمنذ آلاف السنين قد أعطيتْ البشرية أشياء كثيرة ومتنوعة بإسم الكابالا, أشياء مثل التعويذات واللعنات وحتى المعجزات, كل شيء ما عدا المنهج الصحيح للكابالا.
من أجل هذا الغرض بعينه وقبل كل شيء يجب توضيح معنى حكمة الكابالا . عالم الكابالا الشهير يهودا أشلاغ والملقب بصاحب السلم قدم لنا تعريفاً واضحاً في مقاله "جوهر علم الكابالا" وقد قال:
"طريقُ الكابالا هو لا أكثر ولا أقل مِن سِلسلةٍ مُتعاقبةٍ مِن الجذور المُتماسِكة والمتداليةِ إلى الأسفل بناءً على نَظريِّة الحَدثْ والعاقبة على شكل قوانين ثابتة ومحددة تتناسجُ كُلها متمازجة ً لتشكلُ هدفٌ واحدٌ وعظيمٌ نستطيعُ وَصفه بأنَّه وَحيُ وإظهار وَرَعُ وصلاح الخالق تعظم ذكره تجاه خَلِيقتهُ في هذا العالم".
ببساطة هناك قوة عليّا واحدة فوق الجميع وهي الخالق والذي يحكم ويسيطر على كل ما في واقعنا. وكل القوات التي في العالم والمحسوسة لدينا مثل الجاذبية والكهرباء كلها تنحدرمنه بينما هناك قوات ذات نظام وترتيب أعلى والتي تعمل في واقعنا في حين تبقى متوارية عن أنظارنا.
يحتوي علم الكابالا على نظام ومعرفة بُنية هذه القوات المتوارية عنا وعلى سلسلة القوانين التي من خلالها تؤثر على حياتنا. ويعلمنا أيضًا كيف نُنمي حاسة إدراكنا وفهمنا لهذه القوات وإكتشاف هدفها الوحيد بتوصيلنا إلى مرحلة إظهار ووحي الخالق خلال حيانتا هنا في هذا العالم.
هل هذه حكمة الكابالا؟
هذه الزاوية مخصصة لإيضاح مفهوم علم حكمة الكابالا, وللإجابة على التساؤلات العديدة التي تراود البعض منا الذين لديهم معرفة سطحية وحب الإطلاع على أمور روحانية متعلقة بعلم الغيب وبنظريات روحانية كعالم السحر والتنجيم وما إلى آخره من هذه الأمور وما علاقتها بحكمة الكابالا. أجوبة علماء الكابالا عن الأسئلة المتعلقة بهذه الأمور بصورة دقيقة وبتحليل علميّ وتفصيلي وشرح ماهية علم الكابالا.
بالرغم من شعورنا أننا نعيشُ في عزلة ونرى عالمًا مُنقسمًا ومُشققًا يقول علماء الكابالا بأننا كلنا مُترابطون ومُعتمدون الواحد على الآخر . كالخلايا المتنوعة في جسم الإنسان هكذا نحن أجزاء منفرد من نفس واحدة . فإن نفوسنا المنفردة مُترابطة ومُتماسكة بعضها ببعض بواسطة القوة العليا والتي بإمكاننا وصفها بأنها قوة محبة وعطاء كامل من دون تحفظ أو شروط.
هذه القوة تربطنا كلنا معًا, وليس نحن فقط بل كل أجزاء وأركان الخليقة أيضًا.
إنها القوة الشاملة والمتضامنة لكل الطبيعة وهي الخالق.
هؤلا اللذين يُنمّون قدرتهم لتلقي هذه القوة ووحدوية النفس الإنسانية يُدعون علماء الكابالا "أي المتعلمون والباحثون في حكمة الكابالا" فإنهم يُشيرون شارحين بأن هذه القوة كامنة في داخل كل منا ولكنها تبقى ساكنة في حالة سُبات حتى نقوم بإيقاظها وتنميتها. من وجهة نظرهم أنه من الواضح أن في مرحلة تطور البشرية التالية سيكتشف الناس ضرورة وحدويتهم وعندها سيرتبطون بالقوة العليا التي تربطهم سويا ً وعندها سيجدون السعادة الحقيقية.
لمساعدتنا في الوصول إلى هذا الهدف, قدم لنا علماء الكابالا هذه الحكمة والتي هي الطريقة التي بواستطها نستطيع أن نحصل على القدرة لتلقي النفس الإنسانية والإرتباط بالخالق - القوة العليا التي تفعم بالحياة والسرور لكل الخليقة.